ريال سوسيداد من القمة للهاوية

قبل أربعة أعوام فقط اقترب فريق ريال سوسيداد من إحراز لقبه الثالث في مسابقة دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم.

ولكن سوسيداد تعثر في المرحلة الأخيرة من الموسم ليسبقه ريال مدريد إلى القمة ويتوج بلقب المسابقة الإسبانية الكبيرة فيما اكتفى ريال سوسيداد بالمركز الثاني.

إلا أن هذا المركز الثاني احتفل به ريال سوسيداد المتواضع كنجاح ساحق، وبدا المستقبل مشرق أمام الفريق تحت قيادة مدربه الفرنسي رينال دينوي الذي كون مزيجاً من اللاعبين الصاعدين واللاعبين الأجانب ليحقق تأثيراً رائعاً في الفريق.

ولكن لم يكن متوقعاً في ذلك الوقت أن يتبدل الحال بهذه الصورة القاسية بعد أربعة أعوام فقط، ففريق مدينة سان سيباستيان الأسطوري يقبع حالياً في منتصف جدول ترتيب الفرق بدوري الدرجة الثانية الإسباني لهذا الموسم بدون رئيس للنادي أو حتى مجلس إدارة مستقر.

وصرح نجم خط وسط الفريق السابق خيسوس زامورا لمحطة "كادينا كوبي" الإذاعية المحلية قائلاً "لا شك أننا نعيش الآن واحدة من أسوأ اللحظات في تاريخ النادي ، ومن المحزن حقاً أن نرى نادينا العظيم في مثل هذه الفوضى العارمة".

وكان زامورا جزءاً مهماً من أنجح فريق ظهر في نادي ريال سوسيداد طوال تاريخه، وهو الفريق الذي نجح في دحض جميع التوقعات وبدون استقدام أي لاعبين أجانب تفوق على ريال مدريد وبرشلونة ليحرز لقب الدوري المحلي عامي 1981 و1982.

وكان زامورا، أحد لاعبي المنتخب الإسباني في بطولة كأس العالم 1982 التي استضافتها بلاده، لا يزال لاعباً بسوسيداد عندما أحرز النادي آخر ألقابه حتى الآن، وهو لقب بطولة كأس إسبانيا عام 1987 بعد تغلبه على أتلتيكو مدريد في نهائي البطولة بضربات الجزاء الترجيحية.

وكان المدرب الذي قاد ريال سوسيداد إلى لقب الكأس في ذلك العام هو المدرب الويلزي الشاب جون توشاك الذي رشح مواطنه كريس كولمان لمجلس إدارة النادي بعد هبوط سوسيداد للدرجة الثانية قبل خمسة أشهر.

ولكن كولمان فشل في إنعاش سوسيداد من جديد حيث يحتل النادي حالياً المركز 13 في جدول ترتيب دوري الدرجة الثانية الإسباني.

وقبل أسبوعين اضطر كولمان للاعتذار إلى رئيسة النادي ماريا دي لا بينا لتأخره عن حضور مؤتمر صحفي، ودفعت الشائعات التي انتشرت بعد ذلك عن أن سبب تأخير كولمان عن حضور المؤتمر هو أنه أمضى سهرة صاخبة في الليلة السابقة له، ما حدا بإدارة النادي لفتح تحقيق معه.

استقالة جماعية
ولكن مع توالي الأحداث القوية في النادي لاحقاً عادت حياة كولمان الليلية لتتوارى في الظل، فقد أعلنت دي لا بينا، رابع رئيس لريال سوسيداد خلال السنوات الست العاصفة الأخيرة، مع جميع أعضاء مجلس إدارتها استقالتهم من مناصبهم يوم الأربعاء الماضي، مشيرة إلى أنه ستجرى انتخابات بالنادي في الثالث من كانون الثاني/يناير المقبل، وحتى ذلك الوقت ستستمر دي لا بينا في أداء دور القائم بأعمال الرئاسة بالنادي.

وعندما استقالت دي لا بينا من منصبها يوم الأربعاء كان رد فعل كولمان هو الاستقالة أيضاً، ولكنها أقنعته بالبقاء مثلها في مجلس إدارة النادي حتى كانون الثاني/ يناير.


ونصحت دي لا بينا أعضاء ريال سوسيداد البالغ عددهم 21 ألف عضو بعدم التصويت لرجل الأعمال الإسباني إناكي باديولا إذا ما رشح نفسه من الأساس بسبب خطته بقبول أموال من مجموعة من المستثمرين الأجانب.

وقالت دي لا بينا "لقد فتح جدالاً مهما حول مستقبل نادينا، وما إذا كان يجب استمرار انتماء النادي لأعضائه أم لمجموعة استثمارية أجنبية".

وبعكس الحال في الدول الأوروبية الأخرى، توجد في إسبانيا مقاومة عنيفة ضد ظاهرة شراء المستثمرين الأجانب لأندية كرة القدم بالبلاد.

أما المستثمر الأجنبي الوحيد حتى الآن الذي واتته الشجاعة لشراء نادي إسباني فهو الثري الأوكراني الأميركي دميتري بيترمان فقد طردته الجماهير الغاضبة من نادي راسينغ سانتاندير ويبدو أنه سيلاقي المصير نفسه في نادي ألافيس.

وفي جميع الأحوال يبدو أن هناك شتاء طويل قارس البرودة في انتظار العملاق الإسباني المنهار ريال سوسيداد هذا الموسم.


الجزيرة الرياضية